رسالة إلى صديقي قبيل الثلاثين


بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين ونسأله فيعطي فهو المجيب
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الكرام أجمعين.
سلام على مجاهدي الدنيا
رسالة إليك يا صديقي أكتبها لك قبيل إتمامك الثلاثين من عمرك، أخبرك الكثير ويبقى أكثر أعاتبك ولا أعاتب الآخرين فلا أحد يستحق العتاب غيرك، فأقرأها مرة أخرى عند إتمامك الثلاثين وأقرأها بتمعن شديد وإن لم تحدد وجهتك وأهدافك بوضوح من هذا اليوم فستظل تخدع نفسك وستظل في فشل شديد إن لم تشدد وتغلظ على نفسك.


نحمد الله على ما حدث في 2014 وتلك المحنة القاسية كانت منحة من الله لتخبرك الكثير عن حقيقة هذه الدنيا وعن نفسك وعن من حولك وكنت ستظل تائها كالجميع لولا كرمه، بل وما حدث من أحداث بعدها يأكد أنك لوحدك في هذه الدنيا فلا أحد يبالي بك حقا ولا بأفكارك وأحلامك، لا لن يساندك أحد أو يساعدك أو يقف بجانبك فأنت لوحدك في هذه الدنيا كما رأيت من قبل لا صديق ولا قريب ولا غريب، أخبرك يا صديقي أن ما رأيته منذ تلك اللحظات هيا الحقيقة القاسية فالكل سيتركك لوحدك عند سقوطك ولا أحد يأبه بك حقا، وعند نهوضك ووصولك ستجد الكثيرين حولك فلا تنخدع بسهولة مهما كان كلامهم عذبا أو طريقتهم جميلة، ففي النهاية الكل سيتركك لا محالة عند سقوطك، ولكن لا تنسى من قام بزيارتك في محنتك أو قال لك كلمة تخرجك من ضيقٍ أو حتى قام بالتواصل معك بعد خروجك من محنتك او زارك وقم برد الجميل بإحسان، أترك من تركك خلفك ولا تلتفت لهم.
أصبحنا يا صديقي في عالم مادي بحت، الكثير من المنافقين حولك، الكثيرين ينظرون على ما في يدك وإن كان بسيطا أو قليلا، فيا صديقي هذا العالم الرقمي عالم خداع، العالم يمر متسارعا والكثير ينظرون إليك بإستهزاء وشماتة شديدة ولكن لازال الوقت مبكرا للحكم على الأحداث وعلى ما سيحدث في المستقبل ونحمد الله على إعطائنا فرصة أخرى بعد العودة من موت محقق كان يلاحقك لا محالة، ونتمنى أن تكون هذه الفرصة الأخرى من الله لنا لا علينا، وأن يكتب لنا المحبة عنده فيحبنا خلقه، ويعطينا من فضله وكرمه ما يمكننا في هذه الدنيا لأخذ الثأر.
يا صديقي أذكرك في محنتك تلك بأنك أخذت عهدا قاسيا على نفسك، فلا تتخاذل ولا تؤجل وأنطلق واستل سيفك من غمده فقد حانت تلك اللحظة، لا أعلم لم تأخرت حتى الآن مرت سنوات وأنت تؤجل، أخبرك أن الحياة ستنتهي لا محالة وأن الموت حق وأنه مكتوب ولو كنت مختبأ في كهف داخل جبل، فخض غماراها بقلب من حديد، إنطلق وغامر فقد خسرت كل شيء من قبل! فماذا ستخسر الآن؟
يا صديقي العالم مظلم ظالم متوحش، القوي يأكل الضعيف، لا أحد يأبه بحق ولا حقوق، فكن غريبا عادلا مع نفسك وغيرك تنجو في يوم أشد ظلاما من هذه الأيام عندما ستكون وحيدا على حق والكل سيقول نفسي نفسي، فكن عادلا لنفسك ولا تظلمها كن كريما عزيز النفس، تعلم من أخطائك بسرعة ولا تكررها، كن صارما مع من حولك وإن كرهوك، خذ حقك بقوة إن إستطعت ولا تكن لينا مع الدنيا، إصنع تفاؤلك بداخلك وحفز نفسك بنفسك، وأصنع المعجزات فمن صنعها قبلك ليس بأفضل منك، لديك المؤهلات والقوة بداخلك فأخرج كل ما هو جميل.
وأخيرا يا صديقي وليس آخرا، لا تطارد هذه الدنيا فهي حقيرة ودنية من دنوها واتركها وستأتي إليك لوحدها فمن طاردها أهانته وتركته ومن تركها أكرمته وأقبلت عليه، ولكن قم بما هو عليك واشدد على نفسك وكن صارما ولا تلتفت ولا تتخاذل ولا تضيع وقتك ومالك مع من لا يستحق، لا تكن لينا مع الآخرين وخذ حقك من أفواه الأسود وإن كنت وحيدا في حربك فكل شيء مكتوب ولكن خذ حقك بتفنن وفي وقته فكل شيء له وقته وأوانه ولا تتخاذل ولا تسامح في حقك وإن مر عليه زمن، لا تخف إلا الواحد القهار القادر فهو فوق كل شيء وأدعه في ظلمة الليل لعله يستجيب فهو وحده من يستطيع قلب الموازين بكن فيكون وجعل المستحيل ممكنا سهلا لينا، ولا تشكو ولا تسأل أحدا أي شيء فإن كانوا يستطيعون النفع لنفعوا أنفسهم وأعتمد على نفسك في كل شيء بعد الإستعانة به فهو المعين ولا تطلب من أحد أي شيء وأطلب منه فهو المعطي، سلام على إخوة حافظوا على العهد بينهم وبينه صادقين في زمن الخداع والنفاق.

تعليقات

المشاركات الشائعة